لم تكن الجاهلية في ارض الحجاز خالية من مظاهر الحياة الثقافية تماما اذ بلغ الشعر في تلك الحقبة من التطور والجمال مبلغا لم يبلغه في حقبة اخرى قبل وبعد ولا شعر من غير اذن تطرب للموسيقى وتعرفها ولم تكن قوافل الجمال تسير في البوادي الا وصوت جميل يحدوها فعرف الحداء كلون غنائي واسع الانتشار اذ رافق االاعربي في اسفاره الطويلة متنقلا على ناقته وهو يغني اشعارا على وزن بحر الرجز اذ عد متناسبا وقع خطوات الناقة كما ظهر غناء النصب وهو نوع من الجداء اكثر تطورا وتهذيبا كما كان لسوق عكاظ دور كبير في بعث حياة ثقافية هامة فكان يتبارى الشعراء في ما بينهم ويغني المغنون والقيان مما طاب من الشعر وسلس نظمه في الغناء وحفظ الرواة ما حفظوا من صوت ومن شعر ونقلوها بين قبائلهم فنتشرت واما مكة فكانت ملقى الحجاج فظهرت بها ترانيم دنية بسيطة كتهاليل جماعية وفردية لكن مع كل هذا ظلت بسيطة في ألحانها عادة تصاحبها ألات ايقاعية بدائية لا اكثر حتى ظهر الاسلام واستوى له الامر وظهر فتغيرت حياة الحجاز بالاحتكاك بالقادمين اليها من غير من الامصارمن عرب واعاجم
كما ظهرت قراءة القرأن وترتيله وتنافس المتنافسون في اجادة قراءته بالصوت الحسن ورفع الاذان عليا مناديا للصلاة بصوت بلال الحبشي بصوت بقي محفوظ لليوم
كانت الدولة الاسلامية تتسع والمدينة في حركة وتطور لافت وعدد القيان يزداد مع زيادة رفهية الناس وبداية نشوء مجتمع برجوازي مدني في تلك الفترة كانت تشب المطرب المدنية عزة الميلاء مولاة الانصار جاءت بعد جيل من المغنيات مثل زرنب والرباب وسلمى وراتقة لقد تتلمذت عن هذه الاخيرة واجادت الضرب على عدة الات موسيقية وكانت المفضلة في من ضرب بالمعازف والعيدان كان يزور المدينة للغناء نشيط وسائب خثير فاخذت عنهم ألحان فارسية عاصرها من الشعراء عمر بن ابي ربيعة وعرفت حسان بن ثابت وغنت من اشعارهما ومن المغنين العريض ومعبد وبن سريج وبن محرز وطويس فاخذوا عنها حاول الوالي الاموي سعيد بن العاص منعها فوقف له معارض عبد الله بن جعفر فعادت للغناء توفت حوالي مئة وخمسة عشر هجري وهناك من يرى انها توفيت قبل ذلك بكثيراي حوالي خمسة وثمانون هجرية اما تلميذها ابن محرز فهو من اصل فارسي عاش بالمدينة سافر الى فارس واخذ عنهم قسطأ وافرا من علمهم بالموسيقى ثم انتقل الى الشام فاخذا موسيقى الروم الموسيقى البزنطية ومزجهما معا اي موسيقى الفرس والروم فكان اول اول من فعل ذلك بالمدينة له تأثير واسع في من أتـى بعده ويعود له الفضل في ايجاد ايقاع الرمل وشكل من الغناء عرف بغذاء الروح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق